حديث مع الحب ٢

حديث مع الحب ٢

قالت .. 

أين أنت أيها الحب ؟ ..

كم دمت قدماى العاريتان من السير فى صحارى الوحشة و الحنين الضائع ..
قد ألفت السراب فى أراضٍ الإنتظار المشققة و آبار الحب  الجافة ..
أما عيونى لا تتعرف إلا للون رمال الملل الباهت و التى لا نهايه لها ..

قال الحب ..

ها أنا آتٍ يا صغيرتى ..
إنى أعرف مكانك جيداً ..
سأحملكى إلى واحتى الخضراء و الغَناء ..
حيث الظلال الباردة الرطبة ..
و آخذك من يدكِ إلى مياهى العذبة لنسبح ..
و السماء تكاد لا تظهر من خلف جنات الأشجار المتعانقة .. 
و لنلهو ولنراقص جنيات البحر ..
و لنشرب خمر الغرام مراراً من يد بنات الحور ..
سنركب حصان البحر و نستلقى على شواطئ الؤلؤ و الماس اللامتناهية ..

و أضاف الحب ..
قد أرحل فجأة و قبل نهاية الرحلة ..
و قد أسافر على غير موعد ..
فلا تحزنى يا صغيرتى ..
فلن أترككِ وحيدة كصحراء موحشة كالسابق ..
سأنعش الوجدان بأطيب الذكريات و ألون الأحلام بلون براعم الياسمين و الفل ..
و ما عليكى إلا أن تجترين الأمل و الفرح حتى عودتى ثانية ..
  
قالت ..
سأكون منتظرة عودتك يا حب ..
مصباحى موقد بزيت الحنين فى ليالى السهد و الوجد ..
عيناى مغمضتان و لكن قلبى متيقظ ..
و سيكون لك عندى من شوق ما لن يدعك تفارقنى مرة أخرى أبداً ..

                                     عاطف كامل ..
  
       كلام حلو