حـكـايـة عـبـدو الـراضـى ..

   .. عــبـدو الــراضـى     

    

            ٣١-٥-١٢

 عـبـدو الـراضـى .. عـاجـز .. و غـلـبـان .. ف الـمـشـيـه تـعـبـان ..

  عـبـدو الـراضـى .. طـلـب مـن ربـه إلـلـى مـا طـلـبـوش إنـسـان ..

.. لا طـلـب شـفـا .. لا طـلـب جـاه .. و لا مـال ..

.. طـلـب يـطـلـع فـوق الـجـبـل .. و يـشـوف الـدنـيـا م الـعـالِ ..

*** و سـيـده فـى الـوقـت الـمـنـاسـب وصـل ..

         و سـألـه .... تـطـلـع مـعـايـا الـجـبـل ؟ ..

*** عـبـدو الـراضـى .. بـص لـرجـلـه الـعـاجـزة و الـعـكَـاز ..

      و قـال .. طـلـوع الـجـبـل .. لازمـه بـطَـل ..

              .. و أنـا عـاجـز و مـانـيـش بـطـل ..

سـيـده قـالـه .. عـشـان كـده حـضـورى حـصـل ..

.. حـتـماً .. و لازم تـخـلـى عـنـدك أمــل ..

.. يـنـاسـبـك .. تـطـلـع عَ كـتـافـى الـجـبـل ..

*** عـبـدو الـراضـى .. إلـلـى عـمـره مـا طـلـع الـسـلـم ..

                            .. راح .. و طـلـع قـمـة الـجـبـل ..
 *** عـبـدو الـراضـى .. إلـلـى عـمـره مـا قـرأ كـتـاب ..

                             .. بـ  يـكـتـب بـصـوابـعـه عـلـى الــسـحـاب ..

*** عـبـدو إلـراضـى .. إلـلـى إيـده أعـلى مـا طـالـت .. حـلـق إلـبـاب ..

                            .. عـيـنـيـه كـشـفـت جـبال و وديـان و هـضـاب ..

(٢)

٧-٧-١٢
*** و لـمـا نـزل و عـاد .. 

       نـاس قـالـوا لـه .. يـا بـن الإيـه .. و ضـحـكـوا عـلـيـه ..

       وِ نـاس إتـعـجـبـوا لـما ربـنـا سـمـع لـه .. و نـظـر إلـيِـه ..

       و نـاس قـالـوا أكـيـد ولـي .. فـ  رفـعـوا أنـظـارهـم إلـيـه ..

*** عـبـدو الـراضـى ..  نـسـى ... فـقـر و هـم الـمـاضـى ..

        عـبـدو الـراضـى .. عـلى طـول مـشـغـول .. مـش فـاضـى ..

        عـبـدو الـراضـى .. صـار إسـمـه " الـشـيـخ عـبـدو الـقـاضـى " ..

        عـبـدو الـراضـى .. إيـه إلـلى جـرالـو ؟ .. الـسـعـد جـالـو و إتـبـدل حـالـو ..

*** و صــاحـبـنـا لـسـه عـاجـز .. و دى مـش أسـرار ..

                               لـكـنـه عـاوز يـثـبـت لـلـخـلـق ..

                                  .. إن كـل ذى عـاهـةٍ جـبـار ..

       .. مـر الـمـنـادى و قـال ..

       .. زمـان .. الـشـيـخ عـبـدو الـقـاضـى طـلـع الـجـبـل ..

       .. و الـمـره دى .. الـشــيـخ عـبـدو .. نــازل الـوادى ..

(٣)

*** عـبـدو الـراضـى نـازل الـوادى ..

واحـد م الـخـدم قـالـه .. أنـا قـلـبـى عـلـيـك خـايـف و مـخـضـوض ..

   لـيـه الـمـغـامـرة ؟  .. ونـزول الـوادى أمـر مـش مـفـروض ..

  عـبـدو الـراضـى إعـتــرض .. أنـا عـنـدى " قـوة إرادة ".. يا ولـد .. 

  أنـا كـلـه عــنـدى مـحـســوب .. آخـرهـا كـام جـرح و شـويـة رضـوض ..

طـبـعـاً الـحـرص أمـر مـطـلـوب .. لــكـن الـتـراجـع أمـر مـرفـوض ..

لا تـكـون نـسـيـت إنـى طـلـعـت الـجـبـل ؟.... و دا  فِ الـكـتـب مـكـتـوب ..
فـ لـتـحـيـا الإرادة و الـتـحـدى و الـمـغـامـرة .. الـتـراجـع غـيـر مـرغـوب ..

         .. ااـخــادم رد .. فِ الـوادى دود و عـقـارب و حـيـايـا .. يـامـا ..

            .. رد قـال .. تـجـيـك كـل الـمـصـايـب .. بـأفـكـارك الـهـدامـه ..

               و بـات عـبـدو الـراضـى يـحـلـم بـخـطـوات نـزول إلـوادى ..

(٤)

***   الـصـبـاح كـان مـش عـادى لـلبـلـد ..

         و لـ عـبـدو الـراضـى .. فِ لـبـسـو إلـرِيـاضى ..

وسـط صـيـاح الـجـمـاهـيـر .. بــدأ مـشـوارو يــســيـر ..
نــص سـاعـه الـصـوت خـف .. لـكـن لـسـه لـه كـتـيـر ..

شـويـه..  و وقـع بـطـلـنـا .. بـشـر .. و أسـاء الـتـقـديـر ..
و فـ  لـحـظــتـهـا ..   لاقـيـنـا الـعـكـاز فِ الـهـوا يـطـيـر ..

*** قـعـد عـبـدو الـراضـى عَ الأرض مـحـتـار ..
       الـعـكـاز بـعـيـد عــن الـدرب عــشـر أمـتـار ..

        و بـدونـه .. .. لا يــقـدر يــطــلع و لا يــنـزِل ..

      و الـمـؤكـد .. إنـه مـا يــقــدرش عـلى الإنــتـظــار ..
      قـرر يـروح يـجـيـب الـعـكـاز .. دا هـوا أهـون الأخـطـار ..

*** رغــم إنـه بـعـيـد خـطـوات .. لـكـن الـوقـت كـأنــه دهـور ..

       كـان شـديـد الـحـذر ..  و كـان الـجــبـل وعـر ..

           و مـرة ثـانـيـه يـخـونـه جـسـمـه و يـخـور ..

       عـبـدو الـمـسـكـيـن وقـع و ضـهـرة مـكـسـور ..

*** عـبـدو الـراضـى .. رجـع عـاجـز و غـلـبـان ..

        عـبـدو الـراضـى .. دا كـان بـ يـمـشـى زمـان ..

         عـبـدو الـراضـى .. إتـحـمـل إلـلـى مـا تـحـمـلـوش إنـسـان ..

              .. و سـيـدة فِ الـوقـت إلـمـنـاسـب وصـل ..

                 .. و سـألـه .. .. تـطـلـع مـعـايـا الـجـبـل ..

(٥)
 ٦- ٨ - ١٢

*** عـبـدو الـراضـى عَ ضـهـرو .. نـاجـى ربـه وسـأل ..

       لـيـه الـعـجـب ؟ .. لـو الـعـاجـز يـحـلـم إنـو بـطـل ؟..
       الـجـعـان يـحـلـم بـ عـيــش .. حـسـب قـول الـمـثـل ..

       و عـشـان كـدة .. أنـا طـلبـت .. إنـى أطـلـع الـجـبـل ..

 **  و أنـا كـنـت عـاوز أحـس .. ايـة إحـسـاس الأبـطـال ..

*** نـزلـت م الـجـبـل بـطـل .. حـقـيـقـه مـش خـيـال ..

        أنـا الـعـدم .. الـعـاجـز .. صـرت قـدوة و مـثـال .. 
       يـارب .. الـتـواضـع .. دة أمـر فـوق الإحـتـمـال ..

***  كـان نـفـسـى أحــس .. إيـه إحـسـاس الأبـطـال ..

*** أمـا نـزول الـوادى .. و إلـلى جـرالى مـش نـاسـيـه ..

  ربــطـت حـبـل الأمـل حـوالـيـن رقـبـتى .. إتـعـلـقـت فـيـه ..
             نــشـوة الأمـل .. عَـمِـت فـىَّ عـيـون الـحـقـيـقـه ..

            و إلـلى فـكـرتـو أمـل .. كـان " غـبـاوة جـريـئـه"..

       و الـنـاس وهُـمـا شـايـلـيـنـى مِ الـوادى لـفـوق ..

                  ..  شــفــت فِ عـيـونـهـم .. إنـى بـطـل ..

         مـات فـيـا الألـم .. و عـاش إحـسـاس الـبـطـل ..

(٦)
 ٣-٨-١٢
*** و سـيـدة قـال :

مـيـن قـال .. إنـك م الأول مـش بـطـل ؟ ..
و إنـت عـاجـز بـعُـكـاز .. بـطـل ..
و إنـت فـوق إلـجـبـل .. بـطـل ..
و إنـت ضـهـرك مـكـسـور .. بـطـل ..

*** الـبـطـل مـش .. إلـلى عـمـرة مـا بـات مـهـزوم ..
الـبـطـل إلـلى .. كـل مـا يـقـع يـقـوم ..

*** الـبـطـل مـش .. الـخـالـى هـمـوم ..
الـبـطـل إلـلى .. يـحـارب الألـم و الأمـل عَ وشـو مـرسـوم ..

*** البـطـل مـش .. إلـلى يـنـتـهـر و يـلـوم ..
الـبـطـل إلـلى .. يـحـاسـب حـالـو و نـفـسـو قـبـل غـيـرة يـلـوم ..

*** الـبـطـل مـش .. أسـد يـزأر و يـزوم ..
الـبـطـل إلـلى .. قـاوم الـظـلـم و حـمـى الـمـظـلـوم ..

*** و إبـتـسـم سـيـده وبــعــديـن ســأل ..

                تـطــلـع مـعـايـا الـجـبـل ؟ ..

(٧)

*** عــبــدو الـراضـى .. بـعـد عـن كـل الـخـلـق ..

         .. راح قـعــد وحــدو و بـكـى ..

       و لا إعــتـراض و لا إشــتـكـى ..

عـبـدو الـراضـى .. كـل إلـنـاس حــبـوه ..

الـنـاس شـافـوه لـوحـده .. راحـوا جـوة ..

لاقـوه بـاكـى .. قـالـوا زعــلان .. عــزوة ..

و الـنـاس عَ الـنـاس رحـمـه .. وآســوه ..

بـالـراحـة عَ نـفـسـك و هـوِن عـلـيـك ..

صـدق يـاريـت كـل الخـلـق .. زيـيـك ..

إنـت راجـل بـركـه .. مـيـن قـديـك ؟ ..

عـبـدو الـراضـى قال :

أنـا مـش زعـلان م إلـلى حـصـلـلى الأن ..

دى نـتـيـجـة .. م إلـلى عـمـلـتـه .. زمـان ..

مـا كـان دة حـالـى لـو ما كـنـت غـلـطـان ..

لـكـن أقـول إيـه ؟ جـنـسـنـا كـلـه تـعـبـان ..

(٨)
٣-٤-١٢

عـبـدو الـراضـى عـشـان يـكـون وحـده ..

                   عـشـق سـهـر الـلـيـالى ..

           لـمـا يـبـكـى .. الـدمـع مـتـوالى ..

و لـو إتـعـزى .. يـغـنى بـالـصـوت الـعـالى ..

قَـاعِـد و مِـش لِـوحـدِى ... و نِـجُـوم ... تِـبُـص عَـلَـيا فِ الـظَلام ..

فِ الـفجر أنـاجـى رَبـى ... بِـصَـمـت ... أبـلَـغ مِـن كُـل الـكَـلام ..

يارَب .. مُـش جَـاى أطـلُـب ..أنا جَـاى .. أقَـدِم مَـحَبـه و إحِـتِرام ..

الـنِهَـاردَه كَـلامِى خَـالى ............... مِ الـطَـلَـب و هات و كَـام ..

** الـوَقـت طَـال يارَب .. و أنـا مِِـستَـنِـيـك

سِــنِـيـن مَـرت وِ عَـدت و الأشَــارة لِـسَــه حَـمـرا

الـهِـمـوم زادِت و كِترِت ضِعِـفـت و مالِـيـش قُـدرة

** أنًـا عَـارف .. إن وَلِـيَّ حَـي .. وِ الـفَـرَج .. مَـعَ الـفَـجـر جَـاي ..

الـوَقـت طَـال يـارَب .. و أنـا مِـسـتَـنِـيـك ..

الـدَمـع وِ الـصَـبـر .. خِـلـصوا الإثِـنـيـن ..

الـحُـزن وِ الـهَـم .. ها يِـوَدُونـى فِـيـن ؟ ..

أنـا عَـارِف .. إن وَلِـيَّ حَـي .. وِ الـفَـرَج .. مَـعَ الـفَـجـر جَـاي ..

وِ فَـات يِـجي ألـف فَجر .. و أنـا مِـسـتَـنِـيـك ..

** أنـا مِـصَـدَق .. إن مِـنـتَِـظِـرُوك بِـيـجَـدِدوا قُـوة ..

يَـعـنى ؟.. صَـبرى و ضَـعـفـى فِِـيـهـم قُـوة ؟ ..

أيـوه .. صَـبرى و ضَـعـفـى .. هُـما الـقُـوة ..

وِ لَـو أنـا ضَـعِـيـف ؟.. أنـا بَـطـل بِـيـك . أيـوه ..

الـوَقـت طَـال يـارَب .. وِ أنـا مِـسـتَـنِـيـك ..

(٩)

*** وِ لَـما يزيد جُـوايـا الـصِـراع مـا بِـين فَشَـل وِ أمَـل ..

.... ما بِـيـن .... الـخُـوف مِ الـوِقُـوع فِ الـبِـيـر ..

.... وِ الـحِـلِـم .. بِـطِـلُـوع الـجَـبَـل ..

.... يـكُـون إيِـه الـعَـمَـل ..

*** فِ الـلـيـل بَأرفَـعـلَـك إيـدَيـا و عُـيـونى لِـفُـوق ..

وَ تـنـجَـذب الِـيـك نَـفـسـى وَ اخِـدنـى الـشُـوق ..

وِ رُوحِـى مَـعَـاك تِـخِـف .. وِ تِـصـفـا و تِـروق ..

أتـطَـلـع فِ إلـنِجُـوم .. وَ لاقِـيـهَـا تِـقَـرِب مِـنى كمان ..

وِ يـتـقَـفـل عَـنـدى بـاب .. وِ تـتـفَـتَـح كَـمَـان بِـيـبَـان ..

وِ يـبـتَـعِـد إلـكُـون عَـنى .... و تِـقَـرِب مِـنـي أكـوان ..

.. و أهِـيـم .. وَ أحَـلِـق .. فِ إلـفَـضـا إلـواسِـع ..

.. و أشُـوف .. إلـكَـوكَـب إلـلـى سَـكَـنـتُـه زَمَـان ..

زى إلأفـلاك فِ إلـسَـمـا مَا تـدُور .. أنـا بـأدُور هَـيـمَـان ..

وَ أنـسَـى أنـا دِلـوَقِـتـى " رُوح " .. وَ لـلا لِـسـه إنـسَـان ..

لًـما إلـحَـقِـيـقَـه تُـنـخُـسـنى تـرَجِـعِـنى لِـكُـونى إنـسَـان ..

إلـوَقـت طَـال يـارَب .. و أنـا مِـسـتَـنـيـك ..

(١٠)

*** و لَـمـا روحِـى تـثـور م إلـضِـيـق إلـلى فِـيـا ..

لَـمـا نـَفـسـى تـهِـيـج مـن إلـسَـأم إلـلى بـيـا ..

أقـول لِـروحِى إمـتـَى تـرحَـلى م إلـدُنـيـا دِيـا..

و إلـصـُوت إلـهَـادى يـجـيـنى .. " مَـالـك ؟ بـتـنـادى عَـلـيـا"..

*** يـارب إنـتـظـارك طـال .. و الـراحـه فِ الـدُنـيـا مُـحَـال ..

يـارب طـال إلأسـر .. يـامـا نِـفـسـى تـتـكَـَسـَر الأغـلال ..

بـدون فـايـده .. غـَنـّيـت لـلـصـَبـر فـوق الـمِـلـيـون مَـوال ..

أنـا عَـارف إن وَلـىَّ حَـى .. والـفَـرج مَـع إلـفـَجـر جـَاى ..

يـارب .. فـَات كَـام الـف فـَجـر ؟ .. و أنـا مِـسـتَـنـيـك ....

*** و لـصـُوت إلـهَـادى يـجـيـنى .. " مَـالـك ؟ بـتـنـادى عَـلـَيـا"..

.. لا تـكـون فـَاكـرنى نـسِـيـت تـَعـبـَك و صَـبـرَك ؟..

.. و إنـك إتـحَـمَـلـت ... و إنـه إكـلِـيـلـك و مَـجـدَك ..

شِـدوا إلـرُكَـب إلـتـعـبَـانـيـن .. و إلـظـُهُـور إلـمُـنـحَـنـيـن ..

و لِـمَـصَـابـيـحـكُـم مُـشـعِـلـيـن .. و أنـا جَـاى قـُريـب ..

.. قـُــولُـوا آمِـيـن ..

                                                          عاطف كامل ..

sweetalk1.blogspot.com